الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة بسبب ضعف الهيئة المديرة وخلافات أعضائها : الإفريقي لن تقوم له قائمة وإن انتدب «كريستيانو» و «ميسي»!

نشر في  05 مارس 2014  (15:53)

هناك شبه إجماع لدى عامة الناس، أنّ علّة النادي الإفريقي تكمن منذ سنوات في هيئته المديرة، بمعنى أنّ أغلب من طالهم شرف تسيير هذا النادي الكبير والعريق ليسوا أهلا لهذه المسؤولية الجسيمة، باستثناء مسؤولين لا يتجاوز عددهم «خمسة اليد» الواحدة عرفوا كيف يتصدّون لدسائس الإنتهازيين و«خروقات» المتمعّشين و«شطحات» أشباه اللاّعبين وهو ما مكنّهم من حصد النجاحات في فترات متباعدة..

وفي المقابل لم يفلح البعض الآخر إلاّ في الضحك على ذقون الأحباء وكسب الشهرة وأشياء أخرى على حساب مصالح «الأحمر والأبيض»، فكان من الطبيعي ألاّ يجني الإفريقي إلاّ الخيبات والهزات والتوتّرات والتصدّعات وتواتر الإحتجاجات الجماهيرية، إلى أن صعد سليم الرياحي إلىسدّة الحكم، ومن هناك إنفتح باب الأمل على مصرعيه وأصبح الجميع يستبشر بغد مشرق كلّه ألقاب وبطولات باعتبار وأنّ هذا الرئيس «الميلياردير» يمتلك القدرة المالية التي تسمح له باحداث ثورة في «القلعة الحمراء» وتوفير كلّ الإمكانات التي تتطلبها الكرة المحترفة..
عصابة حاصرت سليم الرياحي..
وبالفعل إنطلق سليم الرياحي في تجسيد وعوده على أرض الواقع وانتدب ترسانة من النجوم ووفّر كلّ ممهدات النجاح وضخّ المليارات ومكّن المجموعة من التربصات اللاّزمة والإقامة الفاخرة وقضى على «القينيا» و«الميزيريا» وأصبح يتعامل مع كلّ مكوّنات الفريق بشعار «شدّ.. مد يا حمد»، بمعنى أنّ عهد المماطلات واللعب بـ «الكريدي» ولّى وانتهى.. ومن ثمّة أصبح سليم الرياحي معبود الجماهير ويا ويل لكلّ من يمسّ الرئيس بكلمة سوء!

إذن ما الذي أسقط أحلام سليم الرياحي وأحباء الـ «C A» الذين فيهم من إنقلب عليه في الآونة الأخيرة ورفع في وجهه شعار: «ديغاج» بمجرّد أن تراجعت نتائج «إفريقي شوفان الذي أصبح «لا يعلّ لا يبلّ» حتّى أمام فرق أصغر منه حجما وتاريخا.فمن يتحمّل مسؤولية هذه الفوضى؟
الجواب لا يحتاج إلى عزّام أو عرّاف روحاني، لأنّ كلّ المحيطين بالجمعية يتهامسون بما مفاده أنّ الرياحي وفرّ كلّ شيء، لكنّه لم يقرأ حسابا لـ: «عصابة الظلّ» التي ألقت بشباكها حوله وخططت بكل دهاء لابتزازه بطرق جهنمية ترجمها بعض المسيرين في ملف الإنتدابات التي لم يجن الإفريقي من أغلبها إلاّ الوهم والسراب..
حضر المال، وغاب الرجال!
خلاصة القول، إنّ الإفريقي في الموسم الحالي كما الفارط توفّر له المال، وغاب عنه الرجال الذين يحبون الإفريقي بحق والذين يريدون التّضحية مع الرئيس ويطبقون فلسفته بعيدا عن المطامع والحسابات الضيّقة، مقابل وجود أشخاص إستغلوا تعدّد مشاغل رئيسهم ليعبثوا في الفريق فسادا طال أشباه اللاّعبين الذين إستفادوا بـ: «الطول والعرض» من الجمعية التي لمّا إحتاجتهم أشاحوا عنها بوجوههم وكانوا مجرد عارضي أزياء..!
حذار من تجدّد سيناريو موسم
«النقطة اليتيمة»!
بعد أن طوى الجميع صفحة الفشل مع شوفان، على أمل أن يتّحد الكلّ للتكفير على ذنوبهم والمساهمة في نجاح ما تبقى من السباق مع منذر الكبيّر، تسرّبت معلومات من محيط الجمعية مفادها أنّ دار لقمان باقية على حالها بسبب عجز الهيئة على مسك الأمور بقبضة من حديد وفي ظلّ حرب الكواليس التي «يؤثّثها» بعض المسيرين.. وهذا ما يفرض على سليم الرياحي المبادرة باقصاء عشّاق التمعّش - وما أكثرهم في الإفريقي- ومقاومة ظاهرة الدلال المتفشية في صفوف نجوم «الجال» و«القومينا». المتهمين بالبحث عن المال و«الفيس» لاغير..
لذلك فإنّه على الرياحي أن يتحمّل مسؤوليته كاملة إذ كان يروم تفادي ورطة جديدة مع الجماهير الغاضبة، أمّا إذا ما أصرّ على التشبّث بمواصلة منح ثقته لأشخاص «ما يعرفوش ربّي» ولاهمّ لهم إلاّ إمتصاص دماء الإفريقي، فإنّ فريق باب الجديد لن تقوم له قائمة ولو إنتدب المدرب العالمي «مورينهو» وأحسن لاعب في العالم «كريستيانو رونالدو» ووصيفه «ليونال ميسي» وكذلك الحارس الإسباني «كاسياس» وغيرهم من عباقرة الكرة العالمية الذين صنعوا أمجاد نواديهم لأنهم أصحاب عقليات محترفة ووجدوا بجانبهم مسيّرين محترفين لا علاقة لهم بـ : «مصاصي الدماء» في النادي الإفريقي الذين لا نخالهم قادرين على فرض الإنضباط في صفوف اللاّعبين، أو ينتابهم يوما الإحساس بالألم حين يتعثّر الإفريقي أو يخسر لقبا، أتدرون لماذا؟..
لأنّهم بالأساس دخلاء على الجمعية وعلى التسيير ولا يعرفون معنى الأسى والحزن إلاّ حين يفشلون في أتمام صفقة لاعب تدّر عليهم الملايين..
أمّا مصالح الإفريقي فلا تعنيهم وحتى عملية تقهقر الفريق من المرتبة الأولى إلى الثانية بالإشتراك مع النجم الساحلي والنادي الصفاقسي بفارق 9 نقاط على المتصدّر الحالي الترجي الرياضي التونسي فقد تعاملوا معها ببرود وهو ما يؤكد أنّ بعض أشباه المسؤولين يريدون الدخول في الربح والخروج من الهزيمة كـ «الشعرة من العجين».
الحقيقة الآن هي أنّ الكرة أصبحت في شباك اللاّعبين المطالبين بحفظ ماء الوجه وذلك بالعمل على التتويج بـ «بطولة المركز الثاني» التي تخوّل للإفريقي الصّعود إلى مسابقة أمجد الكؤوس الإفريقية في نسختها القادمة. ثمّ وقتها لكلّ حادث حديث سواء بقي سليم الرياحي في منصبه أو غادر كرسي الرئاسة، والمهم حاليا أن يسارع رئيس الجمعية بـ «تحمير عينيه» في هذا الظرف المتقلب حتى يخرج الإفريقي من بوتقة المشاكل..
«قتلك ودليلك ملك يا سي سليم الرياحي»!

 الصحبي بكار